قلبي ودموعي وقصائدى

قلبي و دموعي و قصائدي
ظلموك يا ردانُ ، كلُ قصيدةٍ
تشدو بها سألوا : من الحسناءُ ؟
من ألهمتْكَ ؟ فإن سكتَ تهامسوا
و إذا تغـني يغمزُ الرفقـــــاءُ !
و إذا ذكرتَ العينً قيلَ عيـــونها
سودٌ ، و قال البغض بل خضراءُ
و إذا ذكرتُ اللونَ ، قالوا كاذبٌ
يُخفي ، و ذا ما يفعــلُ الشـعراءُ
و لإن هجرتَ الشعر قالوا مالَه
شـغلته عن شــعر الهوى حواءُ

ظلموك يا ردان ، ربَُ قصـــيدةٍ
ضـحكتْ ، و إن مدادَها لبـــكاءُ
أو رب قافيةٍ نســـجتُ رويَـــــها
يهتزُ رِيـاً , و الشـفاه ظُـمــــاء
أو ربما اعتقدوا الدموعَ قصائدا
جزلى ، و هن رسـائل خرسـاء
أرسلتها للنـور نـوراً ، فارتقيــْ
تَ محبةً ، و الأمنيـات صـــفاءُ
( الله ) هل لك من حبيب مثله ؟
هل من سواه ، و ما سواه سواء !
كــلُ الأحـــــبةِ قــبلَه أو بــعـدَه
وهـمُ ، و كل هـوىً سـواهُ هَــواءُ
———————
لا تظلموا الردان ، إنَ أنينَـَهْ
دمـعٌ ، و إنَ دموعَــــه لدمـــاءُ
هو مثل رسل الحـب في زمـنٍ بِه
رايـاتنا العُـليا هي البغضـــــاء
هو عابسٌ ، مما يراه بكــونِــه
فلضـدِها قـد صـارت الأســماء
فالحـب جنسٌ و العواطف عُملةٌ
صـدأتْ ، و إنَ قـلوبنا سـوداء
و الحـقُ زيـفٌ و الحقيقـةُ باطـلٌ
و الصـدقُ كـذبٌ مُفلس و رياءُ
و العـــدلُ ظُـلمٌ و العـدالةُ كـفـــةً
لا كـفتان ، تحــفها الأهـــــــــــواء
و الناس موتى و الضـمائر طفلة
وُئِـدَتْ ، و موتانا همـو الأحيـاء
و الشرق غربٌ و الذئاب تخاطفتْ
لحم الشـعوب ، و كلهم أســواءُ
و العالمُ المجنـونُ يقتـلُ بعضـُـــهُ
بعضاً ، و تدفن نفسها الأشـلاءُ

ماذا جرى للناس ؟ هل هم إخوةُ ؟
أم يا تُرى هم إخـــوةُ أعــداء ؟
الناسُ غرقى ، أيـن نوحٌ و السفيـ
نةُ أينها ؟ ردت الأصــــداء :
لا نوحَ ، لا سـفناً ، لننجـو فوقها
فالموج داخلنا ، و نحن الماءُ
فلننجوا منَا ، نحن بالحـب السفيـ
نةُ ، نحن نوحٌ ، إننا الشعراءُ
———————-
ظـلموك يا ردان ، كل قصـــيدةٍ
تشـدو بها سـألوا من الحسناء
ردانُ يشـدو الحبَ شعراً فاعلموا
ما كل حب همه حــــــــــــــواء
لا تظلمـوا الردان ، ما كل الهـــوى
أُنثى ، و ما كل الغرام نســـاء
محمد الردان

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *